فضاء حر

أداء الدولة .. والنقاط العشرين .. والباقي تفاصيل

يمنات

إن كان هناك من يريد نجاح الحوار الوطني ولو نسبياً فلا مفر من التركيز على أداء الدولة -رئاسة وحكومة- تجاه المواطنين بمختلف مشاربهم ، والسير الجاد في طريق التهيئة في الميدان والنقاط العشرين التي رفعتها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للمؤتمر إلى رئيس الجمهورية كتوطئة مهمة نحو حوار ناجح.

 الباقي كله مجرد تفاصيل مهما اجتهد فيها المتحاورون بإخلاص سيكون الحكم النهائي بشأنها لرئيس الجمهورية ،رئيس مؤتمر الحوار الوطني وذلك وفقاً للنظام الداخلي للمؤتمر والذي تم تعديله في دار الرئاسة بحيث يعطي رئيس المؤتمر حق اتخاذ القرار النهائي في حال تعثر الاتفاق. وقد اعتاد رئيس الجمهورية على تسلم أوراق مبعثرة من الأطراف المختلفة ومن ثم التشاور مع من يحب وإصدار قراره النهائي الذي يمر أياً كانت ردود الفعل المختلفة تجاهه.

اجتمعت وزميلي ماجد المذحجي مع اللجنة الفنية اجتماع واحد بعد تعليق عضويتنا إثر تفويض جمال بن عمر وقبل تقديم الاستقالة النهائية .. في ذلك الاجتماع قلنا لهم أن هذه اللجنة تملك فرصة تاريخية لا تملكها جهة غيرها في الضغط باتجاه تهيئة محترمة ومتوازنة تجعل الميدان جنوباً وشمالاً محضراً لدخول الحوار والسير فيه بنجاح .. قلنا لهم لا توجد جهة أخرى متنوعة كاللجنة الفنية تستطيع أن تفرض مفهوماً وطنياً للتهيئة بعيداً عن المفهوم الذي يتأبط به كل طرف سياسي على حده .. بيد هذه اللجنة أن تدفع باتجاه تحول حقيقي في اليمن إن رفضت السير بالخطوات التنفيذية نحو المؤتمر حتى تتم خطوات جادة في طريق التهيئة ..فهل ستفعل؟ للأسف خرجت وزميلي ماجد بخفي حنين وقدمنا استقالتنا المسببة وسارت اللجنة نحو مؤتمر أعرج يغيب عنه فصيل كبير في جنوب اليمن وببند يعطي رئيس الجمهورية الذي تحول إلى طرف حق اتخاذ القرار النهائي.

الحوار ليس خيانة بالتأكيد لكنه فقط بلا فائدة إن لم يرتبط بأداء محترم للدولة في الميدان ، هذه الدولة التي عجزت عن تحسين أداءها تجاه المواطن والسير الجاد باتجاه خطوات التهيئة ، وانشغلت كثيراً وبالتعاون مع المجتمع الدولي على إنجاز خطوات شكلية تعيد سيطرة نفس مراكز القوى التقليدية على السلطة ستنهي الحوار بالطريقة التي تريد، وسيذهب المتحاورون إلى بيوتهم منهم الراضي ومنهم الناقم ، لكنهم جميعاً لن يغيروا شيئاً من النتيجة.

 

فارق واحد يستطيع أن يفعله المتحاورون .. وهو الفرق الذي وضعت اللجنة الفنية أول لبناته وتقاعست عن التكملة .. التهيئة والنقاط العشرون .. القضايا الحقوقية التي لا تحتاج إلى حوار ولكنها بحاجة إلى قرارات سياسية .. وأضيف أداء دولة محترم تجاه المواطنين في مختلف المستويات.

أولئك الذين يتابعون الحوار ويقولون أنهم سيدعمون الشخصيات الجيدة بداخله وهي بالتأكيد كثيرة .. اسألهم كيف ستدعمونهم؟ وإلى أي طريق؟  بالأساس لن يتفق خمسة منهم على رأي واحد في القضايا المختلفة .. والاختلاف بينهم سيفصل فيه عبد ربه منصور هادي في النهاية .. اقترح أن تقنعوهم بتكوين لوبي من أجل مراقبة أداء الدولة من داخل الحوار والتأكيد عليه كشرط لنجاحه وأن تفعلوا أنتم كذلك من خارجه ، مع الضغط باتجاه التهيئة والنقاط العشرين بما يضمن بلداً محترماً آمناً أياً كانت نتائج المؤتمر فيما يتعلق بالدستور وغيره.

وإلا فإن حال الحوار الوطني سيكون كحال اللجنة الفنية .. عالم افتراضي منفصل عن الواقع .. بداخله اطراف تبتسم لبعضها .. وفي الميدان هي أطراف تتقاتل.. ودولة تبشر بمستقبل جديد بينما الرئيس والحكومة ينتهكون حقوق الإنسان ويعبثون بالمال العام والوظيفة العامة بالمخالفة للقانون ومبادئ العدالة.. وشخصيات تجد وظيفة مهمة ومصدراً للرزق ثم تعود لواقع ينعدم فيه الاحترام والرزق والآمان.

عن: المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى